أن نمشي، لأن الجميع يمشون
הפרעות הליכה - ד"ר שיפריןتخيلوا أنكم تستيقظون في صباح يوم ما، وليس بإمكانكم السير. نشاط يتم القيام به يوميا، يتحول فجأة إلى أمر غير ممكن. بالنسبة لـ30%-40% من المرضى المصابين بالتصلب اللويحي المتعدد، وهو مرض يثور فجأة ودون سابق إنذار، يعتبر المشي أمرا صعبا، وليس مفروغا منه إطلاقا. صعوبات واضطرابات المشي هي أحد الأعراض المعروفة التي تظهر عند الإصابة بمرض التصلب اللويحي المتعدد. تعتبر اضطرابات المشي مشكلة مركزية تقلق المصابين بالتصلب، وتمس بمواجهة المرض على مدار السنين.
لا تقتصر صعوبات واضطرابات المشي على كونها مشكلة في التنقل، وإنما لأنها تخلق عائقا إضافيا – العمل. فالمس بالقدرة على التنقل والحركة والاستقلالية، يؤثر بصورة ملحوظة على الأداء، ومن شأنه أن يمس بالتقدير الذاتي لدى المصاب بالتصلب اللويحي المتعدد. مع ذلك، لسعادتنا الشديدة، هنالك اليوم عدة أنواع من العلاجات التي تتيح تحسينا جديا في قدرات السير والتنقل. نظرا لكون التصلب اللويحي المتعدد مرضا مزمنا بالإمكان العيش والتعايش معه لسنوات طويلة، بل وحتى التمتع بجودة حياة عالية، فهنالك أهمية كبرى لعلاج أعراضه، وبضمنها اضطرابات المشي. من أجل التمتع بإمكانيات العلاج المتوفرة، يجب على المرضى أن يشرحوا حالتهم للطاقم الطبي بصورة واضحة قدر الإمكان، حيث بإمكان التشخيص الصحيح والملائم لاضطرابات المشي أن يساعده لعدة سنوات.
عندما يتوجه المريض المصاب بالتصلب اللويحي المتعدد إلى الطاقم الطبي مشتكيا من اضطرابات في المشي، عليه أن يفحص أولا ما هو السبب الأساسي لمشكلة المشي. من الممكن أن تكون هنالك عدة أسباب لمشاكل التنقل والحركة لدى المصابين بالتصلب اللويحي المتعدد؛ المس بمنظومة الإحساس، ضعف في عضلات الرجلين، مس بمنظومة التوازن يؤدي إلى اختلال التوازن، مشكلة في قوة العضلات تؤدي إلى شعور بتصلب في العضلات، مشكلة إدراكية تؤثر على القدرات الحركية، وكذلك الإرهاق الجسدي الذي يأخذ بالتزايد مع الوقت ومع زيادة مسافة المشي. من شأن الإرهاق لدى مرضى التصلب اللويحي المتعدد أن يكون مزمنا ومتواصلا، أو من الممكن أن يظهر كإرهاق عشوائي – يتعلق بمتغيرات بيئية مثل حالة الطقس.
يعتبر فهم ومعرفة أصل المشكلة أمرا بالغ الأهمية، وذلك نظرا لأنه بناء على الظروف، بالإمكان تقديم العلاج. تنقسم الاختبارات التي تهدف للتعرف على أسباب المشكلة إلى قسمين؛ الأول، الفحوص التي من وظيفتها الكشف إن كانت هنالك مشكة أصلا في المشي. يدور الحديث عن تشخيص روتيني يقوم بفحص مدة ومسافة المشي، أي، خلال كم من الزمن يقطع المصاب بالتصلب اللويحي المتعدد – سيرا أو ركضا – مسافة ما. فحص آخر ضمن هذه المجموعة هو استمارة “سلم المشي” الذي يتيح لنا مقياسا موضوعيا لمدى حدة المشكلة في المشي، وتأثيرها على الأداء اليومي. من خلال استمارة الأسئلة، تتم الإشارة إلى سبب المشكلة، لكن دون إتاحة التشخيص النهائي بعد. تعتبر هذه الاختبارات أدوات ودودة ومتاحة، نظرا لأنها متوفرة في كافة العيادات التي تقوم بمعالجة التصلب اللويحي المتعدد. من بين الفحوص الأخرى والأكثر تعمقا، التي من شأنها أن تقوم بالتشخيص بصورة أكثر دقة السبب الأساسي لاضطرابات المشي، الفحوص المحوسبة المتطورة المتوفرة في عدة مراكز مختلفة في أنحاء البلاد.
يشكل إيجاد المسبب لاضطرابات المشي لدى المصابين بالتصلب اللويحي المتعدد، نصف العلاج. أي أنه من خلال انعكاس سبب المشكلة، بالإمكان حلها بوسائل بسيطة ومن خلال أدواد داعمة، مثل انتعال أحذية سير مريحة، عكاز وحتى أجهزة مشي. إذا تم اكتشاف أن الحديث يدور عن مشكلة في التوازن، بالإمكان البدء بالعلاج الحركي وتمارين التوازن. في حال اكتشاف أن هنالك مشكلة إدراكية، فسيقوم الطبيب المعالج – في الغالب – بتوصية المريض بالتركيز، لكن فقط على المشي نفسه في حين يكون سائرا، وخصوصا في المناطق المكتظة بالناس، التي فيها الكثير من مثيرات الانتباه.
هنالك دواءان لاضطرابات المشي الناتجة عن الإرهاق والضعف؛ الأول، الـ “فامبيرا” – علاج يعمل على سد قنوات البوتاسيوم، ومن خلال ذلك يحسن عمليات النقل العصبي التي تؤثر على المشي. اليوم، يعتبر هذا الدواء العلاج الوحيد المصادق عليه في إسرائيل الذي يركز على اضطرابات المشي لدى المصابين بالتصلب اللويحي المتعدد. تنبع حسنات الفامبيرا من كونه دواء يعمل على المدى الطويل، نحو 12 ساعة من لحظة تناوله. أبلغ غالبية المرضى عن حصول تحسن جدي في مشيهم وتوازنهم لمدة زمنية ولمسافة سير طويلة، دون الحاجة لاستراحة. يسمى العلاج الثاني “موديفينيل”، وهو مخصص بالأساس للمصابين بالتصلب ممن يبلغون عن إرهاق مفرط. أما بالنسبة للشعور بالتصلب في الرجلين، المعروف بالتشنجات في الأطراف، فهنالك عدة أدوية فموية بإمكانها تحسين القدرة على المشي. لدى المرضى الذين لا يتجاوبون مع العلاج الفموي، بالإمكان إعطاء علاج عن طريق الحقن داخل سائل النخاع الشوكي بواسطة مصخة ثنائية.
على الرغم من العلاجات الفعالة والناجعة الموجودة اليوم لاضطرابات المشي، يجب على المصاب بالتصلب اللويحي المتعدد أن يفهم أنه بالإضافة إلى العلاجات الدوائية، هنالك حاجة للعلاج الجسدي من أجل تقوية العضلات، التمارين التي تعزز التوازن، السير المتواصل، المواظبة على النشاط الجسدي والرياضي، بالإضافة إلى مصاحبة المستلزمات الداعمة للمشي. بإمكان كل هذه مجتمعة أن تساعنا في تحسين جودة حياته.
الكاتبة هي طبيبة كبيرة في قسم الأمراض العصبية في مستشفى رمبام.
A_shifrin@rambam.health.gov.il