صادقت لجنة سلّة الخدمات الصحيّة على أنّه بدءًا من العام 2021، سيضاف أيضًا الدواء BMS (بريستول مايرز سكويب) إلى إمكانيّات علاج مرضى التصلّب المتعدّد الذين يعانون من النوبات الأكثر شيوعًا للمرض. بخلاف العلاجات الأخرى، زيبوسيا لا يحتاج إلى فحص جينيّ مسبق

بشرى لمرضى التصلّب المتعدّد: دخل الدواء زيبوسيا (اوزانيمود) إلى سلّة الأدوية، وبدءًا من العام 2021 أصبح بإمكان الأطبّاء تقديم العلاج بالدواء لمرضى التصلّب المتعدّد الهجومي-الانتكاسي، كخطّ علاج متقدّم أو كخطّ علاج أوّلي لمرض هائج. أثبت العلاج نجاعته من حيث تقليل أعراض المرض، ويتمّ تناوله من بواسطة قرص يوميًا.

خلال العام 2020، صادقت الـ FDA الأمريكي ووكالة الأدوية الأوروبيّة (EMA) على الدواء، وذلك استنادًا إلى نتائج أبحاث شملت أكثر من 2,600 مريض مصاب بالتصلّب المتعدّد. اختبرت الأبحاث نجاعة وأمان الدواء، بالمقارنة مع حقنة واحدة تُعطى مرّة في الأسبوع من إنترفيرون بيتا 1a. العلاج بواسطة زيبوسيا بيّن انخفاضًا كبيرًا في عدد النوبات وعدد الإصابات في الدماغ، وأظهر تحسّنًا ذهنيًا لدى المرضى.

من المعروف أنّ فقدان حجم الدماغ يتماشى مع تقدّم الإعاقة لدى مرضى التصلّب المتعدّد، وقد يكون دليلًا على تقدّم المرض للأمد البعيد وعلى تطوّر الاضطرابات الذهنيّة. لذلك، التقليل من فقدان حجم الدماغ هو هجف مهمّ في العلاج. العلاج بواسطة زيبوسيا أثبِت كعلاج يقلّل من فقدان حجم الدماغ بالمقارنة مع إنترفيرون بيتا 1a. بالإضافة، العلاج بواسطة زيبوسيا أدّى إلى التقليل من فقدان حجم المادّة الرماديّة وحجم المهاد (الثلاموس). تشير هذه النتائج إلى أنّ زيبوسيا قد يحمي من التغييرات البنيويّة المرتبطة بتقدّم المرض.

ما يقارب نصف المصابين بالتصلّب المتعدّد يصابون بضرر ذهني، بالأخصّ تباطؤ سرعة معالجة المعلومات. انخفاض سرعة معالجة المعلومات مرتبط بجودة الحياة وبفقدان العمل. التضرر الذهني قد يكون متفاقمًا، لذلك علاج المرض في مرحلة مبكّرة مهمّ جدًا. في البحث الذي أجري على تأثير العلاج بواسطة زيبوسيا على سرعة المعالجة الذهنيّة للمعلومات، تبيّن أنّ تلقّي العلاج بواسطة زيبوسيا بشكل متواصل قد يحسّن أو يحافظ على سرعة معالجة المعلومات على مرّ الزمن.

المادّة الفعّالة في زيبوسيا، اوزانيمود، تعمل على ضبط المستقبِل سفينغوزين-1-فوسفات. يرتبط الدواء بمستقبِلات خلايا جهاز المناعة التي لها علاقة بنشاط المرض. بهذا الشكل، تبقى الخلايا في الغدد اللمفاويّة بدلًا من دخولها إلى جهاز الأعصاب المركزي.

بدء العلاج بواسطة زيبوسيا لا ينطوي على إجراء فحص جيني مسبق، وغالبيّة المرضى أيضًا لا يحتاجون إلى متابعة بعد تلقّي الوجبة الأولى.

الأعراض الجانبيّة الأكثر شيوعًا تشمل: تلوّث في المجاري التنفسيّة العليا، وارتفاع في مستويات إنزيمات الكبد. تمّ إجراء الأبحاث على الدواء أيضًا لأمراض الأمعاء الالتهابيّة (التهاب القولون التقرّحي ومرض كرون). عمليًا، زيبوسيا هو الدواء الأوّل من مجموعة سفينغوزين-1-فوسفات الذي أثبت نجاعته كعلاج لالتهاب القولون التقرّحي في بحث ثلاثيّ المرحلة (فازة 3).

هناك أهميّة كبيرة لوجود عدّة علاجات. زيبوسيا الذي يُعطى مرّة في اليوم، وله بروفيل أمان ونجاعة جيّد مع تأثير على فقدان حجم الدماغ وتحسين القدرة الفكريّة، يعتبَر إمكانية علاج مهمّة بالنسبة للمرضى.