أَنطوميا الأمل – جنين ووسبرڠ

האנטומיה של התקווה
محدث 01.10.2014

ما الذي يجعل بعض الناس قادرين على العيش مع الأمل حتى وإن كانوا يعانون من مرض عضال، فيما يعجز الآخرون عن ذلك؟ هل يستطيع الأمل أن يغير مصير المرض ويساعد المريض في التغلب عليه؟

لقد فتشت عن أجوبة لهذا السؤال في حيوات بعض المرضى الاستثنائيين الذين تعرفت عليهم في غضون الخمس عشرة سنة الماضية. لقد ساروا بي في رحلة اكتشافية تنطلق من النقطة التي لم يكن الأمل فيها قائما، وتسير إلى حيث لم يعد من الممكن فقدانه. هنا تعلمت أن أميّز بين الأمل الحقيقي والأمل الزائف. كانت هناك كذلك حالات أصرّ فيها المرضى على حقهم في أن يعيشوا الأمل رغم المشكّكين الكثيرين. لقد تمسكوا بالأمل حتى عندما لم يستطع آخرون فعل ذلك. إحدى النساء المؤمنات أوضحت لي أنه عندما يضيع الأمل في الجسم، دائما يبقى الأمل في الروح. لقد ساعدني كل من التقيت به في رؤية بُعد آخر من أنطوميا الأمل.

الأمل هو أحد المشاعر الأساسية لدى الإنسان، ولكن عادة ما يصيبنا الإرباك إذا حاولنا تعريف الأمل. ولا يفرّق الكثيرون منا بين الأمل والتفاؤل، الذي يتمثل في القول الشائع “سوف تتحسن الأوضاع”. في حقيقة الأمر، الأمل والتفاؤل أمران مختلفان، فالأمل لا يكبر عندما يقال لنا بأن “علينا أن نفكر بصورة إيجابية”، أو إذا سمعنا تكهّنًا ورديّا جدا. فالأمل، على خلاف التفاؤل، متأصِّل في الواقع البحت. بحثت عن تعريف للأمل، فلم أجد رأيا موحّدا. ومع ذلك، فقد عثرت على تعريف يبدو لي أنه ينسجم مع ما علمتموني:- “الأمل هو إحساس من الارتقاء يختلجنا عندما نرى – بعين الروح – دربًا يقودنا إلى مستقبل أفضل. يعترف الأمل بوجود العقبات الصعبة واحتمال السقوط العميق لدى السير على الدرب. فالأمل الحقيقي لا يقوم على الوهم”…

انطلاقًا من هذه الرؤية الجليّة، يمدّنا الأمل بالشجاعة لمواجهة ظروف حياتنا، وبالقدرة على التغلب عليها. لقد تعرفت على بعض الأشخاص الذين يروا في الأمل، الأمل الحقيقي، عنصرا لا تقل أهميته عن الأدوية التي نًُصحوا بتناولها، أو عن أي إجراء طبّقه الأطباء معهم.

يبحث الأطباء في أحاديث المرضى عن خلفيتهم العائلية وتجربتهم في العمل وسفرهم وعاداتهم وعلاقاتهم، ليهتدوا إلى إشارات تساعدهم في التعرف على الخلفية السريرية وإيجاد الحلول لها. فتاريخ المريض العائلي يفيدهم في التعرف على الجينيّات، التي تنتقل بالوراثة، وتأثيرها في احتمال إصابة الشخص بمشكلة صحية ما. ويكشف مكان العمل معلومات حول احتمال التعرض للعوامل الكيماوية المسرطنة أو للمعادن السامة. أما السفر فمن شأنه أن يعرّض المسافر لتأثير الجراثيم المسبِّبة لأمراض مبهمة منتشرة في المناطق النائية على الكرة الأرضية. ومن شأن بعض العادات، كالتدخين مثلا، أن يثير أمراضا مختلفة. فيما تساعد معرفة طبيعة العلاقات في الكشف عن الأمراض الجنسية كمرض الزّهري ومرض نقص المناعة ومرض السيلان. تقترن عملية إيجاد الحل لحالة معقدة وتشخيص العلاج الأفضل بجهد ذهني مثير للمشاعر. غير أن الخلفية والأحاديث عن حيوات المرضى تتيح لنا الفرصة كذلك في حلّ لغز آخر:

كيف يتمازج الأمل واليأس في معادلة العلاج

ثمة العديد من الأدبيات الشائعة التي تزعم أن المشاعر الإيجابية تؤثر في الجسم سواء في وقت المرض أو العافية. إلا أن جزءا كبيرا من هذه الأدبيات مبهم ويفتقر إلى الأساس العلمي وهو ليس سوى أمنيات نابعة من القلب. تصف هذه الكتب الأمل كعصا سحرية في أسطورة قادرة بقواها الذاتية على مداواة المريض بشكل سحري. ولكن، ولأننا أشخاص واقعيون، لا نستطيع أن نقبل المزاعم الأسطورية عندما يتعلق الأمر بالأمل. بحكم عملي ولقاءاتي مع ناس يعانون من المرض، أجد نفسي كل يوم أرحل في اكتشاف الإحساس الذي يحفّز الأمل، أي عمليًا القدرة على المساهمة في بلوغ الشفاء.

والسؤال الذي يُطرح، هل ثمة للأمل بيولوجيا ملموسة؟ وإلى أين يمكنه أن يصل؟ وما هي حدوده؟

لقد اكتشف الباحثون أن من شأن تغيّر طريقة التفكير تغيير كيمياء الأعصاب. إن بإمكان الإيمان والرجاء، وهما العنصران الأساسيان اللذان يكوّنان الأمل، أن يسدّا الطريق أمام الألم من خلال إطلاق هرمون الإندُرفين الموجود في الدماغ، الذي يشبه في تأثيره مفعول المورفين. بل وللأمل أحيانا تأثير هام على بعض السيرورات الفيزيولوجية الأساسية كالتنفّس والدورة الدموية وحركة الأعضاء.

يمكن القول إن الأمل يلعب في فترة المرض دورًا كالدومينو، أي أن له أثرًا متسلسلا، تزيد فيه كل قطعة من فرص التحسّن. لا شك أن الأمل يحدث فينا تغييرا جوهريا – روحيًّا وجسمانيا.

أن نكون مفعمين بالأمل أمر ممكن حتى في الأيام العصيبة. قد نستمدّ ذلك من الصلاة أو الدّعاء أو الطلب لأن يحلّ أمر غير متوقع يغير وضع المرض. حتى عندما يكون الوضع قاسيا ولا يحتمل، يمكننا أحيانا أن نجد لحظة لنذكّر أنفسنا والآخرين أننا عمليا لا ندري، فقد يأتي التحسّن بشكل أو آخر. وقد يكون الأمل مقرونا بالمحيطين بنا الذين نحب – كيف يحيون ويحبون. وقد يكون الأمل موجَّها لأشكال حيواتنا منذ الآن فصاعدًا، فنحاول أن نجد الوقت للصلاة أو الدعاء أو الطلب لنكسب يوما يكون الألم والتعب فيه أخفّ، أو لأن يقوم إنسان غالٍ علينا بزيارتنا، أو لأن نتمتع بلحظة من السكينة.

ما دمنا أحياء – فهناك أمل.
أبحث كل يوم عن الأمل للناس الذين ألتقي بهم،
ولمن أحب من الناس، ولنفسي أيضا.

إنه بحث دائم لا ينتهي أبدا

07 فبراير 2025

الأسئلة التي طرحها مرضى التصلب المتعدد على مختلف المتخصصين: أطباء الأعصاب، وعلماء النفس، وأخصائيي العلاج الطبيعي، وأطباء المسالك البولية، وأطباء الجنس وغيرهم

28 يناير 2025

الجمعية الإسرائيلية للتصلّب المتعدّد تفتح من أجلكم/ن، أعضاء الجمعية من المجتمع العربي المشخصين بمرض التصلّب المتعدّد، مجموعة دعم عن طريق تطبيق الزوم باللغة العربية. نعلم

19 أكتوبر 2024

مرحب بكم جميعًا – مرضى التصلّب المتعدّد وأفراد أسرهم نحن في انتظاركم!الجمعية الإسرائيلية للتصلّب المتعدّدبالتعاون مع عيادة التصلّب المتعدّد وعيادة الأعصاب في المركز الطبّي الجامعيّ

04 أغسطس 2024

عاملة اجتماعية تتحدث العربية – الجمعية الإسرائيلية لمرض التصّلب المتعدّد الأصدقاء الاعزاء مرحبا، أنا ميراز هاشول عاملة اجتماعية (عربية) في الجمعية الإسرائيلية للتصّلب المتعدّد وطالبة

24 يونيو 2024

الجمعية الإسرائيلية للتصلّب المتعدّد تفتح من أجلكم/ن، أعضاء الجمعية من المجتمع العربي المشخصين بمرض التصلّب المتعدّد، مجموعة دعم عن طريق تطبيق الزوم باللغة العربية. نعلم

07 مايو 2024

قام أعضاء الجمعية الإسرائيلية للتصلّب المتعدّد بإنشاء أعمال فنيّة تعكس الوجوه المتعددة لمرض التصلّب المتعدّد – الصعوبات التي يسببها، والفهم الذي يثيره أحيانًا والقيم الإنسانيّة

Previous Next
Close
Test Caption
Test Description goes like this