هل تستطيع الاستشارة المساعدة؟
האם טיפול פסיכולוגי עוזרترجمة مقال لهيلاري فريمان – نُشر في نشرة الجمعية الإنجليزية للتعصب المتعدد.
توجد للحياة مع مرض التعصب المتعدد تداعيات أكثر من مجرد التعامل مع المشاكل الجسدية التي يجب التعامل معها. إن الأبعاد العاطفية والنفسية هي عامل يسبب الاكتئاب أيضًا. ولا يستطيع دائمًا الأقرباء، الأصدقاء والمساعدون فهم ما يمر على مريض التصلب المتعدد، ولذلك، فإنهم يواجهون صعوبات في تفسير احتياجاته، التعامل معه ومساعدته.
لا تستطيع الاستشارة إحداث العجائب، لكنها قد تكون مجدية في المساعدة في حل جزء من مشاكل المريض.
هل من شأن الاستشارة أن تساعدك بشكل شخصي؟ أين يمكن العثور على استشارة ملائمة؟ كيف تعمل الاستشارة؟ سنحاول فيما يلي الإجابة على هذه الأسئلة وعلى أسئلة شائعة أخرى.
ما هي الاستشارة؟
ثمة توجهات مختلفة للاستشارة، ولكل توجه خلفية وقاعدة نظرية تابعة له. ولكن، يمكن القول بشكل عام أنه علاج بالمحادثة، معدّ لمن يرغب في إجراء تغييرات على حياته. لا يقدم المستشار استشارة مباشرة، ولا يقول لك كيف تتصرف. كما وأنك لا تجلس فقط لدى المستشار في الوقت الذي يتكلم به. إن الاستشارة عادة هي عملية ديناميكية وليست عملية خاملة.
المستشار الجيد يساعد المريض في التعرف على أحاسيسه ومشاعره، بما فيها تلك التي لم يكن المريض مدركًا لوجودها، وبمساعدة هذه العملية يدعك تجد الحلول الصحيحة لوحدك.
إن هدف الاستشارة هو التغيير والتطور، وهي عملية تشعر بعدها أن لديك القدرة لمواجهة المستقبل. وتقول ليز بنتلي وهي مستشارة للمرضى ومريضة بالتصلب المتعدد بنفسها:
“الاستشارة هي مثل النظر في المرآة ورؤية نفسك بصورة أخرى. ويعيد لك المستشار زوايا رؤية أخرى لم تعرف أنها قائمة. إنها نظام علاقات يعكس التغييرات والتبصرات التي تؤدي في نهاية العملية إلى انفراج.”
الاستشارة هي عملية سرية تستغرق ما يقارب 45 دقيقة وحتى ساعة. ثمة مرضى يحتاجون إلى لقاء واحد وآخرون إلى عدة لقاءات. ويتم تحديد شكل العلاج وفق المواضيع التي يحتاج الشخص علاجها، ويمكن أن يكون علاجًا ضمن مجموعة أو علاجًا شخصيًا أو زوجيًا.
الاستشارة هي ليست علمًا كالطب. وليس هنالك إثبات قاطع بأن علاج كهذا يشفي بالفعل. ولكن، تراكم الروايات يمنح نافذة للتفكير، بأنه يوجد في علاج كهذا فائدة لأشخاص معينين. وعلى كل حال، يجب على كل شخص أن يقرر وحده ما إذا كان ذلك يلائمه أو يلائمها. من الواضح أن التوجه لعلاج كهذا بدون استعداد المريض للخضوع لهذا النوع من العلاج “قد يكون هذا أحيانًا صعبًا بل مؤلمًا” وتقول ليز: “يتعين عليك أن تكون مستعدًا للنظر داخل نفسك ومواجهة أمور يمكنها أن تكون غير مريحة ومن غير الممتع التحدث عنها. يجب أن تكون لديك الإرادة لإجراء التغييرات وتولي مسؤولية نفسك.”
من شأن الاستشارة الهاتفية أن تكون مجدية في علاج عيني تحت ضغط آني، لكن استشارة كهذه لا يمكنها أن تشكل بديلاً لاستشارة شخصية وجهًا لوجه، لأن استشارة كهذه تستغرق وقتًا قصيرًا ولذلك فهي محددة من ناحية قدرتها.
الاستشارة هي ليست معالجة نفسية، على الرغم أنه من الصعب التفريق بينهما أحيانًا. ويمكن القول بشكل عام أن المعالجة النفسية هي عملية أطول، وهي معدة لإجراء اختراق أعمق لمتاهات نفس المريض وعقله. وتوضح جوليا سيغل، وهي مستشارة للتصلب المتعدد في مستشفى لندني، “يمكن أن يثير التصلب المتعدد صعوبات عاطفية خفية لدى المريض منذ سنوات عديدة. المرضى المعنيون بفهم عمليات العقل والنفس وخاصة المرضى الذين أبدوا اهتمامًا بالصحة النفسية قبل إصابتهم بالمرض، قد يفضلون المعالجة النفسية إذا كانت بمتناول يديهم.
من يمكنه المساعدة؟
يقول جيم غلينون، وهو مستشار ومدير خدمة المساعدة الهاتفية التابعة لجمعية التصلب المتعدد البريطانية، أن الاستشارة تكون مجدية بشكل خاص في علاج المواضيع التي تظهر نتيجة لتشخيص التصلب المتعدد: الشخص الذي شُخص منذ زمن قصير بأنه مريض بالتصلب المتعدد يمكنه في هذه المرحلة أن يفقد الثقة بالنفس، الإحساس بقيمته الذاتية، وأن يتخوف من تحوله إلى إنسان من الدرجة الثانية. ويمكنه أن يتخوف من التأثيرات المستقبلية على جسمه، على عمله وعلى كامل نظام علاقاته الإنسانية مع البيئة. ومن شأن الاستشارة الجيدة في هذه المرحلة أن تساعد في تثبيت شخصيته من جديد، وأن تساعده في تعلم العيش مع الوضع الجديد.
ومن الممكن أن تساعد الاستشارة المرضى تعلم العيش ومعالجة المشاكل الناتجة مثل المشاكل في العلاقات الجنسية، عدم الراحة النفسية الناجمة عن أحاسيس العزلة الاجتماعية و/أو الإعاقات الجسدية. في حال مس الوضع في نظام العلاقات مع الزوجة، من شأن الاستشارة الشخصية أو الزوجية أن تساعد في إعادة تعريف العلاقات والتفاهمات بين الزوجين.
ويقول جيم أن “إحدى المشاكل الناجمة عن عدم القدرة على معرفة تداعيات المرض في المستقبل، هي الحاجة إلى تعلم التعامل مع المخاوف الأسوأ، هل سأموت على الفور؟ هل سيمرض أولادي أيضًا؟” ويمكن إثارة جميع هذه الأسئلة المزعجة خلال الاستشارة وكذلك العثور على إجابات لمعظمها على الأقل. ويمكن لاستشارة كهذه أن تساعد في التعامل مع هذه المخاوف.