مجموعة دعم لمريضات التصلب المتعدد – بواسطة الجمعية الإسرائيلية للتصلب المتعدد, نساء – شرقي القدس
קבוצת תמיכה לחולות טרשת נפוצה - ע"י האגודה הישראלית לטרשת נפוצה, נשים - מזרח ירושלים - בשפה הערבית, היבה חאיק - קסיס - MA, עו"סתبدأت هذه المجموعة طريقها في عام 2009, تحت إشراف طالبة جامعية, تدرس موضوع العمل الاجتماعي, ومنذ ذلك الوقت تزايدت الحاجة لتشكيل منتدى دائم للنساء الناطقات بالعربية اللواتي يعانين من التصلب المتعدد.
تدير هذه المجموعة لقاءاتها باللغة العربية, وتعقدها مرة في الشهر على مدار ساعة ونصف الساعة في بناية صندوق المرضى في الشيخ جراح نظراً لوجود منشئات تعين على سهولة الوصول إلى المكان.
تركيبة المجموعة: تتكون المجموعة من 15 امرأة, تتراوح أعمارهن ما بين 23 -60 عاماً يشاركن في لقاءات المجموعة بشكل دائم. تمتاز هذه المجموعة بكثرة انضمام عضوات جديدات من ربات البيوت, مدرسات في المدارس, بالإضافة لطابات جامعيات شابات. ويشار هنا إلى أن غالبية المشاركات في المجموعة يدرن حياتهن بشكل مستقل, ويتمتعن بضعهن صحي متوازن ومستقر, بينما يصل البعض منهن إلى اللقاءات بمرافقة أحد أفراد العائلة.
من الأهمية بمكان أن نشير هنا إلى أن هذا المرض غير معروف في المجتمع العربي, مما يجعل المشاركات يلاقين صعوبة في إشراك غيرهن في أحاسيسهن, وفي الصعوبات التي تواجهن داخل العائلة, أو المحيط الذي يعشن فيه, وذلك بسبب قلة الوعي, وعدم تفهم أعراض هذا المرض, والانعكاسات الناجمة عنه مما يجعل الشعور بالوحدة, عدم القبول, والاضرار النفسية المترتبة على ذلك تتزايد لدى النساء اللواتي يعانين من المرض.
تعتبر المجموعة مصدراً للقوة والتمكين, الانتماء والأمان بالنسبة للنساء اللواتي يعانين من المرض عامة, وللنساء اللواتي يعانين من المرض في المجتمع العربي خاصة, وذلك نظراً لافتقار المجتمع العربي لإمكانيات تقديم الحلول والخدمات اللازمة في هذا المجال.
زد على ذلك تتيح المجموعة للنساء التعبير عن مشاعرهن, وعن الصعوبات التي تواجهن, وتمكنهن من امتلاك أدوات ومهارات تعينهن على مصارعة المرض بشكل ناجع, والوصول للموارد والجهات المعنية لأجل الحصول على حقوقهن, تشجيهن وزيادة قوتهن بواسطة الاندماج في العمل أو الدراسة, وتحقيق ذواتهن, والأهم من ذلك كله القبول الذاتي والاستمرار في العمل الإيجابي.
قطعت النساء المشاركات في هذه المجموعة شوطاً هاماً برفقة بعضهن البعض مما جعل هذه المجموعة مجموعة قوية, راسخة الأقدام, حيث تشعر العضوات فيها بالارتباط مع بعضهن البعض والانتماء للمجموعة, فهن يحضرن اللقاءات لأجل أنفسهن ولأجل زميلاتهن في المجموعة, يصغين لبعضهن البعض, ويتبادلن المشورة, كما وتشكل كل واحدة منهن مصدراً للدعم والمساندة لزميلاتها.
انطلاقاً من الديناميكية الدائرة داخل المجموعة, ومن المراحل التي تمر بها النساء بودي أن أطلعكم على قصة اثنتين من النساء المميزات.
الأولى, عبلة, امرأة ترملت في سن مبكرة, وقامت بتربية خمسة أولاد لوحدها. عملت على مدار عدة سنوات طويلة كمعلمة للغة العربية. أصيبت بالتصلب المتعدد قبل 15 عاماً, حيث سبب لها المرض أضراراً كبيرة في الرؤية مما صعّب عليها الاستمرار في العمل كمعلمة, فانتقلت تحت ضغط إدارة المدرسة للعمل كمساعدة في المكتبة المدرسية.
بالرغم من توقف عبلة عن العمل كمعلمة استمرت في كتابة القصص والاشعار المثيرة للغاية التي تصف من خلالها الروح التي ترفرف بين جنبيها, هذه القصص والاشعار التي تتحفنا بها في المجموعة على الدوام. لم تستسلم علبة للمرض واستطاعت القيام بتربية أولادها ودعمتهم جميعاً لكي يكملوا دراستهم, ولا تزال تعيل عائلتها بكرامة واحترام. وجود عبلة في المجموعة يمنحها مزيداً من القوة, وبالتالي فإنها تعزز باقي نساء المجموعة مما يجعلها تشعر بأنها ذات قيمة داخل المجموعة, وتبذل الكثير لصالح المحيط الذي تعيش فيه.
أما الثانية فهي سهير, شابة في الثلاثينات من عمرها, عزباء. أصيبت بالمرض خلال دراستها الجامعية. سهير بنت حساسة جداً لذا جعلها المرض منطوية على نفسها, وقليلة الصبر تجاه أفراد أسرتها, مما جعل حديثها ممزوجاً بالغضب والعدوانية. ويعود ذلك حسب تقديرنا إلى الإحباط وعدم القدرة على تحقيق أحلامها. رأت سهير على الدوام في المرض كعامل قطع عليها سبيل العمل في مجال دراستها, وأضر بفرص زواجها, وبناء أسرة, وذلك بسبب الخوف وعدم تفهم المجتمع لهذا المرض.
مرت سهير مراحل هامة جدا للغاية ضمن المجموعة فهي تستطيع اليوم التحدث عن أشياء إيجابية حصلت معها في السابق, كما وتستطيع بناء علاقات اجتماعية مع صديقات والتمتع معهن. زد على ذلك نجحت في رؤية القوة الكامنة بداخلها, وبدأت تشرك غيرها في أفكارها, وفي رغباتها في القيام بشيء مميز مثل التطوع في مجالات تلائم حالتها. علماً أنها لم تكن تفكر في هذه الأمور في السابق. نلمس في الآونة الأخيرة أن سهير أصبحت تتقبل نفسها أكثر فأكثر, وأصبحت تهتم بطلعتها, وتهتم بنفسها أكثر فأكثر, حيث يتم طرح هذه الأمور في المجموعة وتقوم زميلاتها بالتعبير عن ذلك أمامها.
باحترام,
هبة حايك- قسيس