الضعف
علاج أعراض التصلب المتعدد، الطبعة الثانية
חולשהإصدار
يمكن أن يحدث ضعف في العضلات نتيجة لفقدان القوة في العضلة أو في مجموعة من العضلات لعدة أسباب وهو يظهر في العديد من الأمراض. عند الحديث عن حثل العضلات فإن الضعف يظهر في العضلة نفسها. في حالة مرض أعصاب شامل نابع عن السكري، تكون المشكلة في العصب المؤدي إلى العضلة. وتنبع المشكلة في التصلب المتعدد من خلل في نقل الإشارات الكهربائية من داخل الجهاز العصبي المركزي إلى العضل. وتنبع هذه الصعوبة في النقل من فقدان غلاف الميالين التابع للأعصاب المسؤولة عن ذلك، وعادة في الحبل الشوكي، ولكن أحيانًا في داخل المخ أيضًا.
من أجل معالجة الضعف بشكل ملائم، من الضروري فهم مصدره. إذا كان الضعف نابعًا، على سبيل المثال، عن عضلة كسولة وضعيفة، يمكن تقوية العضلة بواسطة رفع الأثقال. هذا النوع من التمرين يُسمى تمرين مقاومة تقدمي progressive resistance exercise. بالمقابل، عندما يكون مصدر الضعف من نقل معيب للإشارات الكهربائية، فإن من شأن رفع الأثقال أن يُرهق العصب وأن يفاقم أكثر من ضعف العضلات. لذلك، من المهم أن يفهم الذين يعانون من التصلب المتعدد أن التمارين التي تتضمن رفع الأثقال أو حركة عضلات متكررة حتى مرحلة التعب لا تزيد من قوة العضلات، وإنما تزيد من ضعفها. ويشبه الأمر إلى حدِ ما المصباح الكهربائي الذي لا يعمل بسب خلل في الصمامة الكهربائية – استبدال المصباح أو رفع المفتاح الكهربائي لا يحلان المشكلة. المشكلة في التصلب المتعدد هي في “الصمامة الكهربائية” ومن شأن محاولات حلّ المشكلة على مستوى العضلة أو العصب أن يسبب الإحباط.
مقابل ذلك، تتحول العضلة الضعيفة التي لا تتلقى أي إثارة إلى ضعيفة أكثر. وهذا هو ضعف نتيجة لانعدام الاستخدام أو ضمور يظهر لدى كل شخص تكون يده أو رجله في الجبس لفترة متواصلة: عند إزالة الجبس، تتقلص العضلات. وتحتاج كل عضلة إلى تمرين من أجل أن تحافظ على عملها. من المهم تحديد أية تمارين تلائم الوضع. من المعقول أن تحتاج إلى مساعدة أخصائي مؤهل بالعلاج الطبيعي مطلع على الجهاز العصبي- العضلي وعلى المشاكل الخاصة المتعلقة بالتصلب المتعدد. يجب عدم معالجة المشاكل التي تظهر لدى مريض التصلب المتعدد وكأنها مشاكل نابعة عن كسور في العظام وينبغي فهم أن أسبابها هي اضطرابات في الجهاز العصبي المركزي.
لا يمكن الفصل بين علاج الضعف وبين علاج الاختلاجات والتعب. إذا كانت العضلات أقل تصلبًا، هنالك حاجة إلى كمية أقل من الطاقة لتحريكها. لذلك، يحدث على فترات متقاربة أن بعض الأدوية والعلاجات الأخرى، التي تقلل من الاختلاجات (أنظر إلى الفصل السابق) تزيد من القوة. وعلى نحو مشابه، من شأن التقليل من التعب أن يزيد من القوة.
النجاعة هي مفتاح زيادة القوة لدى مرضى التصلب المتعدد. ويجب المحافظة على الطاقة واستخدامها بحكمة. ويعني هذا الأمر استخدام العضلات لنشاطات عملية وممتعة وتخطيط الاستخدام في الوقت الملائم؛ مثلاً، يجب في الكثير من الأحيان إجراء نشاطات صعبة قبل النشاطات السهلة. إن استخدام الإضافات المساعدة يمكنه أيضًا أن يفيد جدًا في زيادة النجاعة العامة.