الجنس والتصلب المتعدد
صعوبات الأداء الجنسي موجود لدى 70 إلى 80 بالمائة من مرضى التصلب المتعدد, وتؤدي, نتيجة لذلك, إلى ضائقات جسدية ونفسية على حد سواء. وتتم إثارة هذا الموضوع ومناقشته على فترات متباعدة. ويخجل العديد من الأشخاص من مجرد إثارة الموضوع, ولا يعرفون إلى من يمكنهم التوجه وإلى أين.
هل هنالك حاجة لإجراء بحث إضافي في الموضوع, وماذا يجب أن يكون هدف بحث كهذا?
يقول فريد بولي: يوجد للمشاكل في مجال الجنس إسقاطات كبيرة على كيفية تعريف المرضى لجودة حياتهم, لذلك يتعين علينا أن نواصل البحث والعثور على طرق لمساعدتهم لتقليص تأثير المشاكل على ما يرونه بأنه جودة الحياة. وعلى الرغم من وجود عدد أكبر من النساء يعانين من التصلب المتعدد مما يوجد من الرجال, إلا أن المعلومات المتوفرة لدينا عن مشاكل الرجال أوسع بكثير, وهذه نقطة يجب تقويمها.
إننا موجودون في خضم بحث على مجموعة سكان مختلطة كبيرة جدًا (أكثر من 300 مريض). وتشير النتائج الأولية إلى أن النساء ينظرن إلى المشاكل الجنسية بشكل مختلف عن نظر الرجال. وتنظر النساء إلى جنسانيتهن وتختبرنها بشكل أكثر تعقيدًا واتساعًا من الرجال. ومن شأن هذا أن يفسر لماذا تأثير “الفياغرا” على النساء أقل مما هو عليه لدى الرجال, على الرغم من أنه من ناحية بيوكيميائية من المفروض أن تؤثر بشكل مشابه تقريبًا.
يبلغ الكثير من النساء والرجال عن فقدان الشهوة الجنسية. هل على الرغم من ذلك يمكنهم التمتع من الجنس والوصول إلى النشوة الجنسية?
بانعدام الشهوة من الصعب التسبب في بدء نشاط جنسي. ولكن, في تلك الحالة أيضًا يمكن أن يتيح لهم الجهاز العصبي التمتع من الجنس بشكل عاطفي وحتى الوصول إلى النشوة الجنسية.
ويستطيع الزوجان محاولة تنظيم حياتهم الجنسية بشكل مختلف أو بطريقة أخرى. ويمكن محاولة التحسين بواسطة الاتصال الجسدي والكلامي بينهما, مثلاً عن طريق ما يُسمى “طريقة المسح الجسدي”, وعندها يمكن الوصول إلى أوضاع من المتعة الجنسية, حتى لو كانت الشهوة الجنسية مفقودة.
ثمة أهمية كبرى لأن يكرس الزوجان الوقت للتحدث عن الموضوع, عن التخوفات النابعة من عدم القدرة على الأداء, وكيفية العثور على الطريقة للمواجهة والتحسين.
ما هي طريقة المسح الجسدي, وكيف يمكنها المساعدة?
القصد هو العثور في الجسم على تلك المناطق التي من شأنها أن تؤدي إلى زيادة الإثارة الجنسية وتحويل انتباه الزوج إليها. يتعين على المريض أن يكون لوحده في جو مريح وملائم والاستلقاء عاريًا. ويجب البدء في محاولة العثور بواسطة اللمس والجس من طرف الأصابع وحتى قمة الرأس, على أماكن تعطي ردة فعل لطيفة وردة فعل غير لطيفة أيضًا لمثل هذه اللمسات. يجب تغيير وتيرة اللمس وشدة الضغط, لأن كل شيء كهذا يمكنه أن يعطي نتيجة مختلفة. ويجب أن تستمر هذه العملية لمدة 15-20 دقيقة. وينبغي محاولة العثور على أماكن تسبب الإثارة الجنسية وكذلك الأماكن التي لا يمكن التنبؤ مسبقًا بأنها كذلك. ويجب أن تتكرر عملية المسح عدة مرات, ومن المفضل جدًا عدم محاولة الوصول إلى النشوة الجنسية في مثل هذه الحالات, لأن ذلك ليس هو الهدف.
بعد الانتهاء من هذه العملية, يجب بالطبع إبلاغ الزوج بالنتائج وإرشاده, والطلب منه محاولة إعادة العملية على جسم المريض. من شأن إعادة العملية على جسم الزوج أن تساعد المريض في “إعادة” الانتباه إلى الزوج. وعندما يكون أحد الزوجين في وضع “المتلقي” يجب عليه التركيز على عمله هذا, وبالعكس. إن من شأن عكس العملية كل 15-20 دقيقة وإجرائها عدة مرات في الأسبوع أن يقيم تواصلاً جنسيًا أفضل بين الزوجين, وتحسين مجالات أخرى أيضًا.
ما هو مدى شيوع المشاكل في المثانة أو في الجهاز الهضمي خلال النشاط الجنسي, وكيف تتم معالجة ذلك?
نظرًا لكون الأعصاب التي تسيطر على جميع هذه العمليات قريبة من بعضها البعض ومشتركة في جزء منها, من شأن مرضى التصلب المتعدد أن يعانون من مشاكل كهذه. ولكن, في الكثير من الأحيان يتوافر العلاج وهو وممكن. ويبدأ علاج هذه المشاكل بتقييم يجريه أخصائي في المسالك البولية خبير في مواضيع التصلب المتعدد, أو المجموعة الطبية المعالجة (في حال وجدت) التي ينتمي إليها المريض.
إذا كانت المشكلة تتعلق بعدم القدرة على ضبط النفس خلال ممارسة الجنس, يجب التحدث عن ذلك مع الزوج. ويحكي فريد بولي قصة امرأة كانت تحت رعايته ولم تستطع التحكم بمثانتها أثناء النشوة الجنسية. وبعد محاولات غير ناجحة من العلاج الدوائي, حُلت المشكلة بواسطة تقنية Intermittent self – catheterization, التي أجرتها قبل ممارسة العملية الجنسية.
في حال عدم التهرب من الموضوع, يتحدثون عنه, ويتبنون برنامجًا للسيطرة على المشكلة, ويتم بذلك اتخاذ خطوة لتعزيز الثقة بالنفس, وطريقة لعلاج المشاكل مما يتيح إقامة علاقات جنسية. مثلاً, في حال تناول دواء يعالج مشاكل المثانة, يمكن أحيانًا تغيير وقت تناول الدواء أو جرعتها – إذا عُرفت إمكانية أقامة علاقة جنسية. مثال أخر على ذلك, شرب كمية أقل من المعتاد. ويستطيع الرجل استخدام الكوندوم إذا كان الحديث عن تسرب كمية قليلة من البول.
المرأة الموصولة بشكل دائم بقثطار يمكنها تفريغ كيس البول ووصل الأنابيب بعناية فائقة, والعثور على وضعيات يكون فيها ضغط أقل على أجزاء القثطار المختلفة, من أجل ألا يحدث تسرب بول أثناء العملية الجنسية. وما يلي بعض الوضعيات الملائمة لامرأة في وضع كهذا. تستلق المرأة على ظهرها, رجليها على كتفي الرجل الذي يتكئ بدوره على يديه. وضع كهذا يسمح بتخفيف وزن الرجل عن المرأة. وضعية أخرى ممكنة, الوضع الذي يركع فيه الرجل على ركبتيه وتكون رجلي المرأة على كتفيه. هذه الوضعية رقيقة “وضاغطة” بشكل أقل على المرأة وتتيح لها المحافظة على رجلين مغلقتين.
ما هي أسباب صعوبات الانتصاب لدى مرضى MS, هل هي جسدية, نفسية أو عدد من الأسباب معًا?
يمكن أن تنبع الصعوبة في الوصول إلى انتصاب أو المحافظة عليه لمدة طويلة من ضرر في جهاز الأعصاب ذي الصلة, ولكن في الكثير من الأحيان تنبع, لدى الرجل, من الحزن, الاكتئاب, التغييرات في وظيفته التقليدية “كرجل” مما يؤدي إلى فقدان الثقة بالنفس.
تتوافر اليوم حلول طبية للرجال مثل الفياغرا وما شابه ذلك, ولكن, ثمة أهمية كبيرة أيضًا لعلاج الناحية النفسية لدى الرجال الذين يعانون من التصلب المتعدد. ويجب توعيتهم بالنسبة لقدرتهم حتى في الظروف المتغيرة الناجمة عن مرضهم, وتعليمهم التواصل مع زوجاتهم والبيئة المحيطة.
ماذا يتعين على الرجل الذي يعاني من مشاكل في الانتصاب فعله كخطوة أولى?
يوجد لهذه المشكلة الكثير من الحلول ومن المفضل أن يكون الرجل مدركًا لجميعها, ليتسنى له الاختيار بنفسه الحل الملائم له. وما يلي بعض التقنيات الممكنة:
الوصول إلى انتصاب عن طريق إثارة الخصيتين بواسطة هزّاز.
إدخال القضيب المرتخي إلى العضو التناسلي لدى المرأة. وتتطلب هذه التقنية بأن تكون المرأة فوق الرجل ويقوم عندها أحد الزوجين بإدخال القضيب. ويجب الحذر من الضغط بشكل كبير من قبل المرأة لئلا يخرج القضيب.
قد تكون الأدوية مجدية أيضًا. لقد ذكرنا الفياغرا, ولكن ثمة أدوية أخرى تؤخذ عن طريق الفم, ومستحضرات أخرى مثل الكريمات التي تُدهن على القضيب, وتحاميل يتم إدخالها في الإحليل وحقنن تُعطى قرب قاعدة القضيب.
يوجد لكل واحد من هذه المستحضرات أعراض جانبية, حسنات وأفضليات مختلفة. من المفضل طبعًا استشارة أخصائي المسالك البولية قبل الاستخدام وكذلك متابعة التأثيرات وضرورة محاولة استبدال المستحضر.
حل أضافي ممكن – مضخة فراغية موصوفة بأنها طريقة ناجعة من قبل العديد من الرجال. يتم في هذه التقنية, تشغيل مضخة محيطة بالقضيب بشكل يدوي أو بواسطة بطاريات, وتؤدي إلى وجود ضغط منخفض حول العضو. ونتيجة لذلك يتم اجتذاب الدم إلى المنطقة وإلى داخل القضيب مما يسبب الانتصاب. وتتم في هذه المرحلة إزالة المضخة ووضع حلقة مطاطية حول قاعدة القضيب, من أجل منع خروج الدم من القضيب. إن استخدام الحلقة مقيد لمدة 30 دقيقة بغية ألا يُحدث ذلك ضررًا (نخر) في القضيب. في الحالات التي يمكن فيها الوصول إلى انتصاب, ولكن هنالك صعوبة في المحافظة عليه, يمكن استخدام الحلقة بدون خلق فراغ.
هل يمكن أن يكون للمشاكل الإدراكية تأثير على الصعوبات الجنسية, وما الذي يمكن عمله في هذا الشأن?
يعاني ما يقارب 50% من مرضى التصلب المتعدد في مرحلة ما من مشاكل في القدرة على التركيز, وما شابه ذلك. وعادة ما تكون هذه المشاكل صغيرة, لكن قد يطرأ وضع تسبب عدم القدرة على التركيز إلى أن “يذهب المريض إلى مكان آخر” خلال العملية الجنسية, إلى أن يفقد الاهتمام والرغبة.
وكنتيجة لوضع كهذا, قد يظن الزوجان بأنهما شريكان غير ملائمان بما يكفي مما يجعل مريض التصلب المتعدد يشعر بالذنب. ومن شأن مثل هذه الأحاسيس أن تفاقم عدم القدرة وحتى الامتناع عن ممارسة الجنس. ومن أجل العثور على حل, يجب في البداية فهم أن انعدام التركيز هو جزء عضوي من المرض. والتعب هو عامل أساسي يضاعف من حدة الأعراض, لذلك من الجدير الامتناع عن العلاقة الجنسية أثناء التعب. كما ويجدر إغلاق الراديو أو التلفزيون لكيلا يشكلان عاملاً يحرف الانتباه. ومن الجدير خلق جو مثير وهادئ مع سياقات تلائم النشاطات الرومانسية وما شابه ذلك.
نظرًا لكون التعب عاملاً هامًا, هل من الجدير تخطيط إجراء النشاط الجنسي في الصباح الباكر بدلاً من الليل?
نعم. يمارس الكثير من الأزواج الجنس في الليل عندما يكون التعب في أوجه. تحدثوا عن حسنة وإمكانية ممارسة الجنس في الصباح. وعلى الرغم من أنه يبدو غريبًا بعض الشيء تحديد استيقاظ باكر من أجل ممارسة الجنس, ولكن قد يكون هذا هو الحل الأفضل للأزواج الذي يوجد بينهم مريض في التصلب المتعدد, والذين يرغبون في مواصلة إقامة علاقات جنسية ممتعة. إذا كان نظام اليوم يسمح بذلك, لماذا لا نفعل ذلك?